Tuesday 10 April 2012

وجهة نظر الحركة الاشتراكية التحررية عن الوضع الراهن في مصر

 التدوينة الآتية هي ترجمة لمقالة من اسئلة مطروحة من قبل مجلة "البديل التحرري" الفرنسية  و اجاب عليها اعضاء من الحركة الاشتراكية التحررية و نُشرت في عدد مارس من المجلة.

 المتتبع من فرنسا للأحداث في مصر يمكن ان يجزأ الفاعلين في الحراك والحقل السياسي إلى ثلاث "معسكرات": النظام ومسانديه ؛الإخوان و حلفاؤهم؛ الثوريون. هل الواقع يأكد هذا التحليل؟ هل يمكن لك ايضا ان تصف لنا المشهد السياسي المصري الحالي و القوى الفعالة فيه؟

نرى أن القوى الفعالة في الحقل السياسي المصري تنقسم إلى جبهتين كبيرتين:

الأولى : التحالف العسكري الرأسمالي، وهو تحالف ثلاثي يضم

 1- جنرالات الجيش المسيطرين على ما يتراوح ما بين 350-400 مليار جنيه مصري من الشركات والمؤسسات الاقتصادية المتنوعة المملوكة للجيش، إضافة إلى مساحات هائلة من الأراضي الزراعية وأراضي البناء قد تفوق قيمتها قيمة تلك المؤسسات نفسها، إضافة إلى ميزانية تسلح مجهولة، كل ذلك خارج أي نوع من الرقابة المحاسبية من أي نوع، ويمكن أن نلحق بهم طبقة كبار رجال الشرطة والقضاء الذين يتمتعون بمميزات خاصه ويشاركون بقوة في الأنشطة الاقتصادية.
2- الأخوان المسلمين والقوى اليمنيه الدينيه الأخرى( السلفيين، الجماعه الإسلاميه الجهاديه)، وهم في أغلبهم رجعيون أجتماعيا ويتبنون أشد أنواع الرأسمالية وحشية وتطرفا، ويمثل قياداتهم مجموعة من رجال الأعمال الكبار الذين يتمتعون بدعم مالي مجهول الحجم من الرجعيات العربيه في الخليج، ويمثلهم البرلمان المنتخب حديثا.
3- رجال الأعمال المرتبطين بالرأسمالية العالمية في أغلبهم والذين ظهروا وتضخموا خلال الثلث الأخير من رئاسة مبارك وكونوا مجموعة خاصة تعتنق الليبراليه الجديده البوشيه  بقيادة جمال مبارك ونرى أن الحكومه التي عينت مؤخرا برئاسة كمال الجنزوري – 
مهندس الخصخصة في التسعينيات- تمثلهم.

الجبهة الثانية: القوى الثوريه أو المعاديه للحكم العسكري والإسلاميين وهي تنقسم إلى قطاعين رئيسيين:

1- النخب السياسيه  وهي عموما تمثل الطبقة الوسطى والبرجوازيه وتتمثل في الأحزاب والحركات السياسيه وبعض الناشطين الفرديين المنحدرين من منظمات المجتمع المدني، وأطروحاتها تفتقد لأي بعد أجتماعي أو شعبي حقيقي، وهي في مجملها نخبوية وأصلاحيه، تتمسك بمفاهيم مثل الشرعيه القانونيه والنضال السلمي- معتبرة ن حتى القاء الحجاره على قوات الشرطه عنفا غير مقبول- وتطرح طلبات هلامية غير محدده مثل: اسقاط  حكم العسكر، تسليم السلطه للبرلمان، انتخابات الرئاسة قبل الدستور.

2- مجموعات من الثوار المستقلين والجماهير غير المسيسه هي العصب الحقيقي لاي حراك معاد للنظام، وهي رغم شجاعتها
 الملحوظه تفتقر لرؤية استراتيجية واضحه أو لأهداف محدده سياسيا أو اجتماعيا، لا يعني ذلك أفتقادها للوعي، لكنها في النهايه تنشط على شكل أنفجارات وقتيه لا حركة دائمة مستمره. 

ما هي الاستراتيجية المتخذة من طرف الحركة الاشتراكية التحررية (ح ش ت) في تدعيم المعسكر الثوري؟ ما هي ادوات الدعاية لهذا 
الدعم؟ هل يوجد رفاق او مجموعات خارج القاهرة؟

تتمحور استراتيجية الحركة الاشتراكية التحررية في تلقيح النضال الشعبي بالافكار الاشتراكية التحررية وبلورة المطالب الشعبية بالديموقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية في برامج سياسية قابلة للتحقيق، وطرح الاشتراكية التحررية الثورية كبديل للأفكار الأصلاحية المتداولة بين النخب البرجوازيه
أدوات الدعايه التي نستخدمها هي:

1- الأنترنت ، مواقع التواصل الأجتماعي

2- المنشورات ونشرتنا غير الدوريه

3- الجرافيتي الدعائي والتحريضي

4-المشاركة في المسيرات طارحين أفكارنا كلافتات ورايات وهتافات.

5- عقد حلقات نقاش مع المجموعات الثوريه غير المؤدلجه  محاولين ضمها لقضيتنا.

الحقيقة أن أغلبية أعضاء الحركة يقيمون وينشطون خارج القاهره، خاصة في الإسكندريه ومدن الدلتا، وتتركز أغلب أنشطتنا في 
المناطق الصناعيه في الإسكندريه وشرق الدلتا.

و ماذا يمكن القول عن التنظيم العمالي؟ الحراك الثوري مكن من خلق نقابات مستقلة، ما هو حالهم؟ خاصة كونفدرالية النقابات المستقلة 
التي ستعقد مؤتمرها في أواخر شهر يناير؟ما هي علاقة دار الخدمات النقابية والعمالية بهذه الكونفدرالية؟ و ما هي علاقاتكم 
بالتنظيمات العمالية بصفة عامة؟

الحقيقة أن التنظيم العمالي يبدو مربكا جدا، وعصيا على التحليل، النقابات الحكومية القديمة مازالت قائمه كما هي بكل ما فيها من شلل وبيروقراطيةة وفساد وفقدان لأي تأثير حقيقي على العمال، وحتى أتحاد العمال القديم الذي أسقطه العمال عاد لموقعه بحكم قضائي، النقابات المستقله كما نراها هي أستنساخ للنقابات الحكوميه بكل بنيتها الهرميه البيروقراطيه، العمال في مصر أعتادوا النشاط خارج أطار النقابات، وهم غريزيا لا يثقون فيها، ولعل أبرز نموذج هو عمال السكك الحديديه أكثر العمال المصريين تضامنا وتنظيما وكفاءة نضالية والذين ينشطون خارج أطار تنظيمهم النقابي تماما، بل ويجاهرون بأنهم في غنى عن أي نقابه، وأن ترابطهم أقوى من أي شكل نقابي، على ما نعلم أن الكونفيدراليه لم تنعقد.
حتى الأن نتعامل مع العمال كمجموعات مستقلة عن أي تنظيمات نقابيه، وهي إما مخترقة أمنيا وفاسده، أو تحت نفوذ الشيوعيين، ولذلك فنحن لا نحبذ التعامل معها، وهو عموما بلا طائل.

هل يمكنك أن تطلعنا على حال الكادحين و المعطلين خاصة عن طرق تنظيمهم؟

لايوجد في مصر أي تنظيم للعاطلين، وبما أن الجهات الرسميه ترفض أثبات : بلا عمل في خانة العمل بالهويات، فلا سبيل حتى لإحصائهم، كما أنه لا يوجد أي محاوله حقيقيه لتنظيم الكادحين الهامشيين، مؤخرا أعلنت نقابة للباعة الجائلين وهي طائفة كبيره لكننا لم نرى منها بعد أي نشاط جدي.
هل المجلس العسكرية و الاخوان في طريقهم إلى عقد تحالف مستمر؟ إذا كان الجواب نعم فما هي ركائز هذا التحالف؟
رغم تمنيات البعض بأنهيار التحالف الأخواني العسكري وتكرار ما حدث في خمينيات القرن الماضي من صدام ناصر والأخوان، إلا اننا نرى ان أخوان اليوم يختلفون كثيرا عن أخوان خمسينيات القرن العشرين، فالمعاصرين أكثر ارتباطا بالراسمالية وأثقل اقتصاديا وهم لن يعرضوا مصالحهم الاقتصادية للخطر، لذلك نرى أن التحالف قابل للتحول لتحالف دائم على النمط الباكستاني، حيث يضمن العسكر للأخوان سيطرتهم السياسيه وحماية مصالحهم الاقتصاديه الضخمه، بينما يضمن الأخوان للعسكر الغطاء الشرعي والحماية السياسية والدستوريه.

ما هي اتهاماتهم لمجع الثوار لتشويه صورتكم لذا الشعب؟

الحقيقة أن الأتهامات الموجهه للمجموعات الثوريه متنوعة ومتفاوتة لحد عبثي تبدأ من أتهامهم بالعمالة لأمريكا وأسرائيل، مرورا بأتهامهم بالأرهاب والتخريب والسعي لحرق مصر وتفكيكها وتسليمها للتدخل العسكري الغربي، وصولا لأتهامهم بالشذوذ والأنحلال الخلقي وأدمان المخدرات، وهي أتهامات قيلت في البرلمان من نوابه وسجلت على الهواء مباشرة.

كيف كان جو الذكرى الاولى للثورة؟ و كيف ترون مستقبل الحراك؟

كانت أجواء الذكرى الأولى للثورة مدهشة حتى لأكثرنا تفاؤلا، الشارع مازال يحتفظ بحرارته وهو يشعر بالغضب والأحباط وأن ثورته تعرضت للخيانة والتفريغ من مضامينها، كما كان رفض المسيرات للبرلمان وهتافاتهم ضد الأخوان مدهشا، نتقوع أن تكتسب الحركة المضادة للبرلمان اليميني الديني المزيد من الزخم، خاصة مع تراكم الأستياء الشعبي من أدائه، وسقوط الدعوه لتسليم السلطه للبرلمان برفض البرلمان استلامها وأعتداء مليشيات شباب الأخوان على المسيرات التي أتجهت للبرلمان مطالبة اياه بتسلم السلطه.
و ما هو الشأن عن النضال النسوي، هل حققت الثورة مكتسبات في هذا الحقل ؟هل ظهرت حركة نسوية قوية؟ و هل كانت او لا زالت 

هناك ردود فعل عنيفة ضد حق المرأة في المساواة؟

ظهرت الحركات النسائية وان كانت غير رسمية وصريحة منذ بداية ايام الثورة بوضوح حيث تكررت مشاهد خروج المرأة بقوه وأعداد كثيفه  في المسيرات وحتى في الاشتباكات كما حدث في يوم 28 يناير 2011 وكذلك ظهرت بدور ملفت في احداث 2 فبراير – ما يسمى موقعة الجمل – حيث تواجدت في الصفوف الخلفية تكسر الحجارة بيدها وترسلها للرجال في المقدمة ... كما تواجدت في المستشفيات الميدانية وحتى على مداخل الميدان تساهم في تامين المداخل والمخارج وتشارك في لجان الحماية التي انشؤها حفاظا على امن الميدان .. 
بعد الثورة وفي 8 مارس المصادف ليوم المرأة العالمي خرجت مسيرة نسائية في ميدان التحرير احتفالا بيوم المرأة وتعرضت هذه المسيرة للهجوم وتم التحرش بافرادها ... في 9 مارس قامت الشرطة العسكرية بفض اعتصام كان قائما في التحرير وعلى اثره تم القبض على 18 فتاة وخضعن لكشوفات عذرية قصرية قام بها عسكريون رجال وأثبتتها تقارير من منظمة العفو الدولية وتم التعتيم على هذه الواقعة الى ان تقدمت احدى الفتيات بدعوى ضد هذه الجريمة وهي الثائرة سميرة احمد ... كما تم استهداف المتظاهرات في احداث محمد محمود نوفمبر 2011 وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي عن مجندين يجذبون المتظاهرات من شعورهن في الساحات وعلى الملأ ... وظهرت بعدها على اثر احداث شارع مجلس الوزراء ديسمبر 2011 انتشرت شهادة للمتظاهرة غادة عن احداث اختطافها من قبل القوات المسلحة داخل مجلس الشعب وعن التهديد المستمر لهن بالاغتصاب والقتل كذلك انتشرت فيديوهات عن فتاه تتعرض للضرب الوحشي ونزع ملابسها من قبل جنود المجلس العسكري ... انتشار مثل هذه الصور والشهادات ادى لمسيرات نسائية في جميع انحاء الجمهورية تعبيرا عن الرفض والغضب حيث اعتبرت هذه المسيرات والوقفات الاحتجاجية النسائية صريحة اتجاه العسكر ... مؤخرا تم الاعتداء على سميرة ابراهيم حيث تم اصابتها في وجهها وجسدها كامل بعدة طلقات خرطوش .... تم الدعوة لمسيرة نسائية 6 فبراير 2012  وأخرى يوم 7 فبراير 2012 على اثر احداث بورسعيد والعنف المستخدم في مواجهة المتظاهريين السلميين . 

ما ترونه ممكنا فعله من طرف الحركة الشيوعية التحررية في الخارج لمساندتكم؟

أكثر ما نحتاجه هو الدعم الفكري، نحتاج للمشاركه في النقاشات الجاريه في الحركات الاناركيه الأكبر والأعمق خبرة وتاريخا، نحتاج لمشاركتكم معنا في نقاشاتنا للقضايا المطروحة في واقعنا المحلي، نحتاجك خبراتكم ورؤيتكم، نحتاج لعلاقات أقوى مع الحركه الاناركيه العالميه ، لفرصه للمشاركة في النقاشات المفتوحه، لتقديم رؤيتنا وأطروحاتنا، نحتاج لفرصه لعرض وجهة نظرنا عن 
نضالنا وعن نضال الثورة المصرية للعالم وللأناركيين  عموما.

عاش نضال الكادحين
عاشت الحركه الاشتراكيه التحرريه.

source: http://www.alternativelibertaire.org/spip.php?article4739

No comments:

Post a Comment