Friday 13 April 2012

عزبة العمراوي ... ونضال الاهالي





بقلم : محمد عزالدين

استيقظ اهالي عزبة العمراوي الكبرى المطلة على شارع النبوي المهندس -امام مستشفى صدر المعمورة - في تمام الساعة ال6 صباحا من الثالث من ابريل على اصوات صراخ النساء ووابل من الرصاص و القنابل المسيلة للدموع والخرطوش , واهتزازات جرارات الشرطة والجيش , و فوجئ الاهالي باقتحام افراد ملثمين لمنازلهم وسحلهم خارجها بوحشية , ومن يسال او يعترض يتم ضربه و قذفه في مؤخرة احد مدرعات الجيش ال15 , التي اصطفت مع رتل ضخم من ناقلات الجند العسكرية ومدرعات الامن المركزي و قوات المباحث , وقوات من الامن العام , بجانب حضور مدير امن الاسكندرية  خالد غرابة , ومدير الاوقاف بالاسكندرية ومدير المباحث , واحد لواءات الجيش و رتب شرطة عسكرية وقوات خاصة ملثمين -كما يحكي نصر محمد نصر -يسكن منذ 2005-.

ويكمل نصر محمد : انا اشتريت من صاحب الارض , وصاحب الارض يملك ما يثبت ان الارض ده بتاعته و كمان الاثبات من وزارة الاوقاف وهيئة المساحة , ولما حاولت اكلم مدير الاوقاف قبل ما يهدمو بيتي رد عليا مدير الاوقاف وقالي بالنص  "روحو مطرح ما جيتو" , و لما كلمنا لواء الجيش وسالناه عن قرار او ورقة فيها قرار بالازالة من المحافظة رد علينا "مفيش ورقة اعتبروها بلطجة او زي ما نتو عاوزين" , ويتسال نصر محمد : ازاي دخلولنا كهربا ومية و جيين دلوقتي يقولو انتو بلطجية 
وجايين بعد الثورة؟

ويؤكد نصر ان في العقار المقابل له كانت توجد صيدلية منذ 13 عاما , وقد دمرتها آليات الجيش , ويستغرب : ازاي صيدلية واخدة كل التصاريح و بتدفع ضرايب و عندها كهربا ومية و بقالها 13 سنة ودلوقتي بيهدوها بحجة انها مبنية من غير ترخيص؟ هو في صيدلية بتتبني من غير ترخيص ؟. وختم نصر حديثه "السكان مش حتمشي من هنا احنا اعدين وده ارضنا ومش حنخرج منها"


وتحكي ام محمد - تملك شقة في احد البنايات المهدومة منذ 2006-, فوجئنا بدخول افراد ملثمين من الجيش , و سحلونا بايديهم خارج منازلنا ومن يرفض من السكان اكان رجل او  شيخ او مرأة يتم ضربه واعتقاله  , مثلما ضربو زوجة احد السكان  وهي حامل ما ادى الى اجهاضها  و عندما اعترض زوجها -هاشم سامي- ,وحاول انقاذها تم ضربه ورميه في ضهر مدرعة الجيش , و تذكر ان احد الظباط قال للجنود بالنص "يا رجالة اي حاجة تقع في ايدكم ده بتاعتكم" ,  وبعد اخلاء المنزل يتم هدمه بالكامل بمحتوياته من اجهزة كهربية و اثاث وحتى ملابس السكان بما فيها ايضا ملابس الاطفال و كتبهم المدرسية , حتى اصبحنا نكسن في خيم الان وبدون اي ممتلكات , "دول حتى هدو الجامع و ربهدلو المصاحف"

وتكمل : احنا رحنا للمحافظ والمحافظ قالنا ميعرفش حاجة ,انا عاوزة اعرف ازاي المحافظ ميعرفش حاجة؟
 ,و تتسأل : ولادي حيدرسو ازاي دلوقتي وهما في الاعدادية  و الثانوية بعد ما ضاعت كتبهم واتشردو , حيكملوالسنة الدراسية ازاي؟ , ليه الجيش بيعمل فينا كده؟ , احنا معانا ورق وعقود و الحكومة مدخلة لينا كهربا ومية من سنين ودلوقتي بيقولو علينا بلطجية و ان احنا اخدنا الارض ده بعد الثورة؟ , لصالح مين اكتر من 2000 فرد يتشردوا كده؟ , هو ده الجيش اللي بيحمينا؟

وتنهي حديثها "احنا مش حنتنقل من هنا انشالله يجو يدوسونا ولا يقتلونا , احنا معندناش حاجة نخسرها , عيالنا اتشردت  واحنا اتبهدلنا وضيعو فلوسنا وتحويشة عمرنا , خلاص معدناش نخاف على حاجة , احنا اتظلمنا والحكومة هي اللي ظلمتنا , حسبي الله ونعم الوكيل".

من بين الركام و آثر الهدم مجموعة من الاشخاص حول عدة اكوام يحاولون ايجاد ما يملكوه او ما تبقى من ما يمتلكوه , وعلامات الاجهاد على وجوههم ويخيل من الاجواء في هذه المنطقة كانها قطاع غزة او ما شابه , مما دفع مجموعة من الشباب الساكنين في هذه المنطقة برفع لافتة عريضة مكتوب عليها "قطاع غزة , العدل فين" و يشبه احد هؤلا الشباب ويدعى زياد وحيد  : احنا فؤجئنا بان الجيش بيتجمع بكميات رهيبة من الساعة 4 الفجر , وعلى الساعة 5 قطعو المية والكهربا , وعلى الساعة 6 دخل الجيش من 4 مناطق مختلفة , ولا كاننا في قطاع غزة , ويؤكد انه رأى بعينه مصابين بطلقات حية في القدم و بعد اصابتهم الجيش تركهم ينزفون الى ان ساعدوهم الاهالي , و الامن المركزي ضرب كميات رهيبة من الغاز والخرطوش , والجيش مقصرش معانا وادانا حبة رصاص حلوين عملنا بيهم 4 شوالات.

ويضيف زياد : ان شخص يدعى على الزناتي -من هيئة الاوقاف- كان بيامر الازالة بانها تهد البيوت بتاعتنا والكلام ده من قبل الثورة , بعد الثورة مشفنهوش تاني ,  و عشان نثبت ان الحكومة بتكدب - اخرج مستندات قضية بين سكان المنطقة وشركة الماء- ويؤكد : احنا رفعنا قضية على شركة المية بعد ما وقفت الشغل في انابيب المية في النص بامر من علي الزناتي , بعد ما شركة المية كانت كتبت معانا عقود ودفعنالها و اخدنا منها عقود وورق يثبت الكلام ده , و عشان برضو نأكد حقنا في الارض -اخرج زياد سند تتابع الملكية- و يقول : الارض ده الخديوي عطاها للعماروة -ملاك الارض الاصليين- واحنا اشتريناها منهم -مثبت في عقود البيع- يعني الاوقاف لا كانت ولا عمرها امتلكت الارض ده , جيين دلوقتي يقولو بتاعتنا , ده حتى لما رحنا هيئة 
المساحة قالولنا الارض ده مش بتاعة الاوقاف.

وينهي زياد حديثه كما انهاه اهالي المنطقة من قبله , ويزيد بان "احنا عملنا ثورة عشان نهدم الفساد مش نلاقي الجيش داخلنا مع الشرطة ولسة الفسادة زي ما هو , وانا املي في الاجيال اللي جاية تكمل الثورة , لان معندناش حاجة غيرها".

فيما يتسال احد المحامين المتواجدين مع الاهالي  -رمضان العزومي- انه عام 2008 صدر قرار من رئيس الاوقاف بتقنين اوضاع اراضي الاوقاف  فهل هذا تقنين ام "بهدلة؟. ويؤكد انه عندما تحدث مع مدير الشئون القانونية في الاوقاف -بعد الثورة-  رد عليه الاخير قائلا "خليك انت برة الموضوع ده , ده جي من سلطة اعلى مني ومنك"

 و يستنكر اهالي المنطقة ما حدث معهم من وحشية ادت لاصابة العشرات منهم وافزاعهم , و كذلك يستنكر الاهالي موقف المحافظ الذي رد على استغاثتهم ب "انا معرفش حاجة والله" , ويستنكر الاهالي عدم تواجد اعضاء مجلس الشعب في وقت احتياجهم غير انهم اكتفو بارسال الخيم "المهترئة" التي لا تحميهم من البرد ولا من الحشرات او حتى تسترهم , بينما تظل 
الاوضاع كما هي , اهالي مشرديين , و صمت من المحافظة , و استجبار وغطرسة من الهيئات التنفيذية.

تصوير : محمد عزالدين



























No comments:

Post a Comment